في عمق الريف الكوري وبين الجبال والضباب تقف شجرتان عتيقتان كأنهما عاشقان خُلِقا ليكملا بعضهما جذوعهما تتعانق، وفروعهما تتشابك على هيئة وعدٍ لا يُنكث. هناك حيث تتلاقى الأسطورة مع الحقيقة وُلدت "شجرة الحب الكورية" رمزًا للوفاء والاتحاد الأبدي.
المشهد الأول: الشجرتان المتشابكتان في قرية "نامسا يدامشون" الكورية تقف شجرتان عتيقتان يعود عمرهما إلى حوالي ٣١٠م تتشابك جذوعهما وفروعهما متصلة ببعضها البعض مما يجعل المنظر عامًا مميزًا.
إحداهُما تمتد باتجاه السماء بشكلٍ مستقيم (الشجرة الطويلة) كأنها تتطلّع إلى علوٍّ سرمديّ تتهامس مع السماء بأدعية صامتة أمّا الأخرى (الشجرة
القصيرة) فتنحني برفق على ارتفاع يبلغ مترًا واحدًا، كأنها تُلقي نظرة
حانية نحو توأم روحها وتناجيه في صمت. رغم أن
جذور كلتيهما على طرفٍ نقيض من الأخرى لكنّهما تشكّلان معًا شكلًا أشبه بحرف (X) كأنّ أصابعهما مُتشابكة على هيئة وعد الخُنصر لا يُنكث ذاك العهد الصغير الذي يعبر الزمان والمكان، ويظلّ نابضًا بين الجذوع.
المشهد الثاني: العناية المتبادلة
يُطلق عليها الكوريون باسم "الزوجين"، ويُقال إنّ جذعيهما قد انحنيا
برفقٍ نحو بعضهما لتُفسح كلّ واحدةٍ للثانية مجالًا لتلقي ضوء الشمس في
رقصةٍ صامتة من العطاء والحب مما يساعدهما على النمو بشكل متوازن.
هذا التناغم بين الشجرتين لا يمنحهما فقط الحياة، بل يخلق لهما شكلًا
فريدًا يميزهما عن باقي الأشجار.
المشهد الثالث: الأسطورة القديمة
قديمًا كان يُعتبر وجود شجرتين متشابكتين بهذا الشكل علامةً ميمونة، ويقال إنه توجد أسطورة قديمة تحكي أن أي عاشقين أو زوجين يسيران تحتهما جنبًا إلى جنب سيُبارك حبهما ويصبح هذا الحب حقيقة لا تذبل مع مرور الزمن وسيعيشان في سعادةٍ تامة طوال حياتهما حتى يُفرّقهما الموت.
المشهد الرابع: عهد المئة عام
يُقال إنّهما سيعيشان في سعادةٍ لمدّة مئة عام كما يُعتبر أيضًا المرور تحتهما تعهّدًا بالحب وأملًا بأن يتجسّدا مرةً أخرى سويًا في حياتهما التالية.