قلب المصريين القدماء: العلاقة بين استئصال الفؤاد والبعث
الناشر : زُمردة-
اعتقد المصريون القدماء أن القلب هو مركز الروح والعقل والجسد بأكمله، فهو يُعد مصدر الإحساس والتفكير ليس هذا فحسب، بل اعتقد المصريون أيضًا أنه بما أن القلب هو المكان الذي تسكن فيه الروح، فهو بذلك يحدد مصير الإنسان بعد وفاته وانتقاله إلى العالم الآخر (القلب مفتاح مهم لدخول العالم الآخر). بعد الموت بفترة وجيزة وحسب معتقداتهم يُعتقد أن القلب سوف يلعب دورًا هامًا أثناء محاكمة الميت (القلب سوف يشهد على صلاح المَيِّت). يُعتقد أن إله الموت والتحنيط (أنوبيس) سيختبر الفرد ليحدد ما إذا كان قد عاش حياة صالحة أم سيئة، يقوم بوضع قلب الميت على ميزان في كفة بينما يوضع ريش في الكفة الأخرى إذا كان وزن القلب أكبر من الريشة (أي إذا كان القلب ثقيلًا)، فهذا يعني أن صاحب القلب مُثقل بالذنوب، فيُحكم عليه أنوبيس بالعذاب على يد كائن أسطوري مرعب يمتلك رأس تمساح يُدعى "أمَّت/عميمت/أكل الموتى"، الذي يلتهم قلبه بعدما يُلقيه إليه أنوبيس، وبهذا يُمحى صاحب القلب ويختفي من الوجود إلى الأبد دون أن يعود للحياة مرة أخرى في العالم الآخر، أما إذا كان قلب الميت أخف من الريشة فهذا يعني أن صاحبه كان تقيًا، وفي هذه الحالة يُسمح لروحه بالذهاب إلى الجنة (النعيم) إلى الأبد.
الحقيقة: مومياءات عامة الشعب في مصر تم استئصال قلوبهم عمدًا فقط من أجل ضمان حياة هانئة في الآخرة للنخبة المثقفة دون وجود أحد من عامة الشعب بهذا تكون الآخرة حكرًا فقط للنبلاء.
من ذلك يُدرك أن استئصال القلب وإبعاده عن الجسد قديمًا كان يعني أن الشخص سيظل في غياهب النسيان ولن يُعاد تجسيده مرة أخرى أي أنه لن يعود إلى الحياة لأنه لم يتمكن من العبور إلى الآخرة.