عاشقٌ ضاع في حبّه فوجد نفسه

عاشقٌ لم يُستجب لحبّه، فتقوقع على نفسه تمامًا مقتنعًا أن هذا الحبّ سيستهلكه، وأن العالم من حوله بات مفقودًا ومنسيًّا. لم يعد يرى زرقة السماء، ولا خضرة الغابات، ولم يعد يسمع خرير المياه.

 

صُمَّت أذناه عن أنغام القيثارة، ولم يبقَ ما يُثير اهتمامه. غدا فقيرًا وتعيسًا لكن حبّه استمر في التوهج والازدياد. كان يتمنّى أن يموت أو يتحطّم لا أن يتخلّى عن رغبته في امتلاك تلك المرأة الجميلة ثمّ أحسّ أن عاطفته التهمت أعماقه كلّها، وصارت قويّة وجذّابة إلى حدٍّ جعل المرأة نفسها لا تملك إلا أن تستجيب لها. جاءت إليه بينما كان واقفًا باسطًا ذراعيه مستعدًّا لاحتضانها، وعندما وقفت أمامه استسلمت له، فتحوّلت مشاعره تحوّلًا كاملًا، وأدرك بدهشة ورهبة أنّه يستعيد كلّ ما كان قد فقده من قبل.

عادت إليه السماء والغابة والجداول مُتلألئة بألوان جديدة، نضرة تخاطبه بلغته الخاصّة، وهكذا بدلًا من أن ينال المرأة وحدها احتضن العالم بأسره. كلّ نجم في السماء كان يلمع داخله يتألق غبطةً في روحه لقد أحبّ نفسه، ووجدها لكنّ معظم الناس حين يحبّون يخسرون أنفسهم.

 

«الحبّ لا ينبغي أن يتضرّع أو يُستجدى، بل يجب أن يمتلك من القوّة ما يجعله واثقًا بذاته مكتفيًا بها عندها لا يكون منجذبًا فحسب بل يُصبح جذّابًا».

📝 نقلًا بتصرّف عن "دميان" لهرمان هسه.

زُمردة

تعطُّشي لِلمعرِفةِ جعلنِي مُحِبة لِتَفسِيرِ ما أقرأُ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الإِتّصال