كان الشاب يقف قرب البحر ممددًا ذراعيه ليُصلي للكوكب، وكان يحلم به ويوجه أفكاره كلها تجاهه لكنه كان يعرف أو يشعر أنه يعرف أن النجم لا يمكن عناقه مثل البشر. كان يعتبر أن قدره هو أن يحب جسدًا سماويًا دون أي أمل في تحقيق هذا الحب، ومن هذه البصيرة أقام فلسفة كاملة لنكران الذات وللمعاناة الصامتة المخلصة التي طورته وطهرته إلا أن أحلامه كلها كانت تصل إلى الكوكب.
وذات يوم كان يقف على المنحدر الصخري الشاهق المطل على البحر ليلًا، وراح يُحدق في الكوكب وهو يشتعل حبًا له، وفي ذروة أشواقه قفز في الفراغ نحو الكوكب، ولكن في لحظة القفز لمعت في ذهنه فكرة: «إنه مستحيل أن تتحقق تلك الرغبة (العناق)» فسقط على الشاطئ محطمًا. لم يفهم كيف عليه أن يحب، ولو أنه في لحظة القفز تمتع بإيمان قوي بإمكانية تحقيق حبه ليحلق في الأعالي ويتحد مع النجم.