في الحقيقة كلما تأملنا السؤال كلما ازدادت الإجابة صعوبة، فهو يتطلب دراسة أعماق القلب الإنساني الذي يقودنا عبر متاهاتٍ عاطفيةٍ معقدة تُصعّب علينا إيجاد سبيل للخروج منها. قرار الأميرة لم يكن لحظة خاطفة واحدة، بل كان نتيجة حصيلة أيام وليالٍ طويلة من التفكير المؤلم! كم قاست من ليالٍ وحيدة! كم تقلبت روحها المتأججة بين نيران اليأس وحرائق الغيرة! كم مرة في طيات أحلامها أو يقظتها تخيلت مشهد حبيبها وهو يُلتهم على يد النمر! وكم من ليلة أخرى رأته مبتسمًا يثب فرحًا للقاء عروسته، فتصر على أسنانها غيظًا، وتقطع شعرها ندمًا! كم تلظت روحها! كم صرخت يائسة وغارقة؟ أليس من الأفضل له أن يموت فورًا ليكون في انتظارها في الآخرة حين تلحق به ولو بعد حين؟ ولكن كيف ستقوى على رؤية دمائه وهي تسيل؟ إن قرارها ليس بالأمر الذي يجوز الاستخفاف به، ولستُ أنا من يجرؤ على وضع نفسي في موضع من يستطيع الإجابة عنه لذلك سأترك السؤال في عُهدتِكم: ما الذي كان يُخبئه الباب الأيمن؟ هل هو النمر، أم الأنسة؟
يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. تعرف على المزيد