رحلة بين لوحة"وليمة اللاوعي" و لوحة"أنتَ وأنا" لكيم جونغ مي
الناشر : زُمردة-
نغوص في هذهِ المقالة لعالم الفنانة كيم جونغ مي لنتعرف على لوحاتها التي تنبض بالنفس البشرية بين التوترات و الانفعالات عبر تداخلات لونية تنطق بما لا يُقال.
أولاً: لوحة "وليمة اللاوعي"
تنبض هذه اللوحة التي أبدعتها الفنانة الكورية كيم جونغ مي عام ٢٠١٧م بزوبعة نفسية تخترق أعماق النفس البشرية حيث تتداخل الألوان والخطوط بشكل يُعبّر عن تدفّق الأفكار والمشاعر اللاواعية..
تُغرقنا اللوحة في محيطٍ متلاطم كما لو أنها تتراقص فيه الخطوط الأزرق والبنفسجي والأبيض كحركة عاصفة تشبه العصف الذهني العاطفي تنطلق بلا حدود ولا سيطرة محاكاةً للطبيعة الفوضوية للأحلام والذكريات المكبوتة.
تدعو اللوحة إلى التأمل في كيفية تفاعل الجوانب الخفية من شخصياتنا مع العالم الخارجي، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة لكشف هذه الطبقات المخبأة التي لا تراها العين المجردة.
ثانيًا: لوحة "أنتَ وأنا"
على الجانب الآخر تنبض لوحة "أنتَ وأنا" التي أبدعتها الفنانة الكورية كيم جونغ مي عام ٢٠١٩م بطيف من التوترات البصرية والانفعالية تتقاطع فيها التدرجات اللونية من الأزرق البارد إلى الأحمر القاني، كما لو كانت خارطةً وجدانية تُجسّد الصراع بين الأنا والآخر.
يعكس تدفّق اللون الأحمر وتداخله الحاد مع الأبيض انفعالًا دفينًا أشبه بنزيف داخليّ أو جرحٍ عاطفيّ لم يُلتئم وكأن الأحمر هو صرخةُ الذات بينما الأبيض في تشكّله الشفاف أو الباهت ليس سوى قناعٍ من الإنكار أو بقايا من البراءة المفقودة.
أما الأزرق بتدرّجه المتناغم فيوحي بهدوءٍ خادع، كذكريات قديمة تستقرّ على السطح لكنها تضطرب في العمق. هو البرودة العاطفية أو ربما صمتٌ ثقيل يسبق الانفجار. كل لون هنا لا يقف وحيدًا، بل ينزلق في الآخر، يتقابلان ويتنافران في تفاعل لا يهدأ ما يجعل اللوحة تبدو وكأنها صراع بين عقلٍ يُمسك بنفسه وقلبٍ يحاول الفرار.
إنها ليست مجرد تجربة لونية، بل ساحة اعتراف بين "أنتَ" و"أنا" بين من نحن، ومن نظهر أننا نحن.
📝 بِقلمي (اللهم زيِّنِّي بزينة الإيمان، وجمِّل خُلُقي بالحِلم والحياء، وطيّب قلبي بالرضا والتسليم. اللهم اجعلني هيّنةً ليّنةً، عفيفةً نقيّة، لا أنحني إلا لك، ولا أطلب الجمال إلا من فيضك).