جيومو: رقصة السيوف الكورية

رقصة "جيومو" الكورية ليست مجرد عرضٍ راقص، بل طقسٌ تراثيّ يتراقص فيه السيف كأنّه ظلٌّ حيّ يروي حكايات الحرب والطقوس والخرافة. في هذا المقال نغوص في أصول هذه الرقصة، ورموزها، وسحرها الذي لا يزال يُمارس حتى اليوم بأزياءٍ متألقة وسيوفٍ تلمع كالأساطير.

ما معنى كلمة "جيومو" ؟وهل لها علاقة بالسيف أو بالرقص؟

كلمة "جيوم" في اللغة الكورية تعني "السيف"، بينما تعني "مو" "الرقص"، وعند جمعهما تتكوّن كلمة "جيومو"، وتعني حرفيًا "رقصة تُؤدّى بالسيف". تشير هذه الكلمة إلى فنٍّ تقليدي يُمارَس في كوريا يتضمّن أداء رقصات منسّقة يحمل فيها الراقصون سيوفًا كبيرة وهم يرتدون أزياءً ملونة وزاهية مع التركيز بشكل خاص على حركة الأكمام وتناسقها مع حركات الأجساد. أثناء أدائهم للرقصة يحمل الراقصون السيف أو سيفين بطريقة تُظهر الرشاقة في الأداء وخفَّة الحركة وقدرة التحمل، والسيوف عادةً ما تكون مزيفة رغم أنها نسخ طبق الأصل من السيوف الحقيقية.

متى نشأت هذه الرقصة؟ من غير المعروف بالضبط من ابتكر رقصة "جيومو"، لكن هناك عدة روايات شائعة حول أصولها:

١) لأجل الجنود قبل المعركة: يُقال إنها صُممت لرفع معنويات الجنود وتخفيف توترهم قبل المعركة مع أداء صلوات لأجل النصر. وفقًا للخرافات فإن ملامسة السيوف أثناء الرقصة تنذر بالهزيمة.

٢) لإرضاء الأرواح أو الحِداد: في بعض الروايات يُقال إنها أُنشئت لإرضاء روح امرأة حزينة، وفي روايات أخرى كانت حدادًا على صبيّ توفي فداءً لوطنه حيث يرتدي المؤدّون أقنعة على هيئة وجه الفتى لتهدئة روحه، وتُشير أسطورة شائعة إلى أن هذا الفتى قد كذب بشأن هويّته ليؤدي الرقصة أمام أحد الملوك بنيّة اغتياله، وبالفعل طعن الملك حتى الموت لكن تم إعدامه من قبل الشعب المُعارض. وقعت هذه الحادثة المفترضة في أواخر عصر الممالك الثلاث حين كانت شبه الجزيرة الكورية منقسمة إلى ثلاث مناطق لكل منها حاكم مختلف، وكانت هناك محاولات عديدة لاغتيال الملوك في قاعات الولائم من خلال رقصة السيوف.

٣) لأداء طقوس دينية: ثمة من يرى أنها صُممت لترفيه الآلهة، لذلك تم تناقلها كممارسة دينية يؤديها الشامان لطرد الأرواح الشريرة كذلك تُستخدم لتوجيه الأرواح نحو السماء خلال مواسم الجنائز، وفي الماضي كان يُحدِثون فوضى متعمّدة أثناء أدائها قبل تنفيذ حكم الإعدام بقطع الرأس.

تطوّر الرقصة في البلاط الملكي:

في عهد مملكة جوسون تم تعديل رقصة السيوف من قبل حاشية القصر بعد أن تناقلتها محظيات البلاط (المومسات)، وأصبحت تُؤدى في المناسبات الرسمية والمآدب المختلفة، وحتى بعد الانتصار في المعارك كان الجنود يحملون سيوف خصومهم ويرقصون بها احتفالًا بالنصر في مزيج من الفخر الوطني والعرض الفني.

مجازًا:

تُستخدم عبارة "رقصة السيوف" مجازيًا للإشارة إلى السلوكيات الجامحة، وعمليات القضاء على الخصوم السياسيين، كما في حملات التطهير التي تلي تغيّر الأنظمة.


📝 بِقلمي (اللهم اغفر ليِ خَطيئتي وجَهلي وإسرافيِ في أمريِ وما أنت أعلم بِه مِنّي، اللهٰم اغفر ليِ جَدِّي وهَزلي وخَطئي وعَمدي وكُل ذلك عِندي، اللهٰم أغفر ليِ مآ قَدَّمت ومآ أخَّرت وما أسرَرت وما أعلَنت وما أنت أعلَم بِه مِنّي، أنتَ المُقَدِم وأنتَ المُؤَخِر وأنتَ علىٰ كُلّ شَيءٍ قَدير).

زُمردة

تعطُّشي لِلمعرِفةِ جعلنِي مُحِبة لِتَفسِيرِ ما أقرأُ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الإِتّصال