يحتوي هذا الكون الواسع على العديد من التقاليد والممارسات الثقافية الغريبة التي تُتناقَل باستمرار من جيل إلى آخر حفاظًا عليها داخل كل مجموعة عرقية في مختلف أنحاء العالم، وفي هذه المقالة سنتعرّف إلى ما لم نكن ندركه من قبل عن ثقافة قطع الأصابع البشعة في بعض الثقافات العرقية المختلفة: ما معناها؟ ولماذا تُمارَس؟
الطقوس الغريبة للأعراق المختلفة: تقاليد وعادات
١) يُقطع الأصبع في إندونيسيا رمزًا للحداد وتعبيرًا عن الحزن العميق: إيكيبالين هو تقليد متطرف لقطع الأصابع تقوم به قبيلة دوجوم داني (نداني) الأصلية التي تعيش في وادي باليم في منطقة أمينا بابوا بإندونيسيا وغينيا الجديدة، فيُمارس هذا التقليد للتعبير عن الحزن العميق والأسى لفقدان أحد أفراد العائلة. يتمثل هذا التقليد في بتر عقلة النصف العلوي من أصبع الإناث مقابل كل ميت من العائلة باستثناء الإبهام حيث تؤمن قبيلة داني أن روح المتوفى تبقى موجودة في المكان الذي توفي فيه وتؤذي الأحياء، ولإرضاء الروح وتخفيف آلامها وضمان انتقالها السلمي يُعتقد اعتقادًا راسخًا أن الألم الذي تشعر به النساء أثناء هذه العملية المؤلمة الوحشية يُمنح السلام والسكينة للروح الميتة، ويساعد في درء الأرواح الشريرة وتجنب الكوارث والمصائب عند اكتمال عملية البتر.
لماذا تم اختيار قطع الأصبع تحديدًا؟ في قبيلة داني هناك مقولة تُنسب إليهم: «ويني أوباكيما دابوليك ويلايكاريك» التي تعني العيش بأصل واحد مع عائلة واحدة، وعشيرة واحدة، ومنزل واحد، وقبيلة واحدة، و سلف واحد، ولغة واحدة، وتاريخ واحد، وبالنسبة لقبيلة داني العضو الذي يرمز لهذه المقولة هو الأصبع (لآلية عمله) فكل أصبع يدعم الأصابع الأخرى سويًا حتى تتمكن اليد من العمل بشكل متناسق ومتضامن، وإذا تم فقد أصبع واحد، فإن آلية العمل تتأثر جميعها، ولذا لتعبير عن حجم الألم والفراغ الذي يخلّفه فقدان فقيدهم يُقطع الأصبع كما لو أنهم فقدوا حقًا أحد الأصابع المكملة للعمل (يظنّون أن الحزن لن يشفى إلا مع بتر الأصبع).
الغريب في الأمر هو أن العملية يجب أن تُنفذ غالبًا على عاتق النساء، وليس الرجال أما الرجال فيمكنهم القيام بذلك إذا أرادوا (شاءوا أم أبوا)، ولكن بقطع جلد آذانهم بدلًا من أصابعهم.
خلال مراسم العزاء تقوم العائلات بتلطيخ أجسامهم بالطين لفترة زمنية معينة (رماد وتراب) كنوع من الحداد على الميت (تعبيرًا عن الحزن) حيث يعتبرون أن الطين يرمز إلى عودة الروح إلى طبيعتها الأصلية.
هل التقليد محصور فقط على موت أحد أفراد الأسرة؟ لا ليس محصورًا على العائلة فقط، فإذا عدنا إلى الجملة التي ذكرتها سابقًا «العشيرة واحدة» ستتضح الصورة بشكل أكبر، ففي حال توفي زعيم العشيرة يتم قطع جزء من أصابع جميع فتيات القبيلة، وعادةً ما تقوم الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن الرُضع بقضم الأصبع الصغير من مواليدهن الجدد كي يبعدن عنهم شبح الموت، وعلى أمل أن يطول عمر مولودهن الجديد الذي سيكون مختلفًا عن أقرانه.
ما هي طقوس القطع (آلية التنفيذ)؟ بدايةً لتقليل الألم قدر الإمكان يتم ربط النصف العلوي من الأصبع (لفه) بقوة بحبل أو بخيط من القطن الرفيع لمدة حوالي ٣٠ دقيقة أو أكثر لإيقاف الدورة الدموية مما يؤدي إلى تخدر الأصبع (تنميل) ثم بعد ذلك يتم تلاوة التعاويذ الدينية، وعندما يتوقف تدفق الدم يتم ضرب عظم مفصل الكوع على الخفيف لكي يفقد الذراع الإحساس ثم يقوم أقرب المقربين لها مثل الوالد أو الوالدة أو الأخ أو الأخت بقطع الأصبع باستخدام أداة حادة مثل الفأس أو السكين أو الحجر الحاد (شفره حجرية) أو الساطور.
في بعض الحالات يتم البتر بدون أدوات باستخدام الأسنان إذ يقوم المقربون منها بقضم الأصبع من أجلها أو قد تقوم هي بنفسها بقضم أصبعها بأسنانها حتى ينقطع، ومع انتهاء عملية البتر يتم حرق / كي طرف الأصبع المجروح لمنع النزيف والعدوى ثم يتم ربطه بأوراق الشجر أما بالنسبة للأصبع المبتور، فيتم تجفيفه في الشمس ثم يُحرق و يُدفن رماده بالقرب من جثة المتوفى.
هل ما زال تقليد إيكيبالين موجودًا؟ حظرت الحكومة الإندونيسية في الآونة الأخيرة منذ عدة سنوات هذه الممارسة (التقليد) واتخذت السلطات أشد التدابير لمنعها (غير قانونية)، ولذلك بدأ التقليد في التلاشي إلا أنه يمكن العثور على بعض أفراد قبيلة داني كبار السن الذين تم قطع أصابعهم جميعها ما عدا الإبهام، ولكن يُعتقد أن هذا التقليد الغريب ما زال يُمارس سرًا بعيدًا عن أعين السلطات.
٢) يُقطع الأصبع في أفريقيا عند الزواج:
قبيلة الخويخوي (الخويسان) التي تسكن جنوب غرب أفريقيا لديها تقليد يقضي بأن يقطع الزوجان أصبعًا صغيرًا من اليد اليمنى لبعضهما البعض قبيل زواجهما، وذلك للتعبير عن الترابط الأبدي بينهما.
يعتبر هذا الطقس بمثابة "المهر" حيث يُعتقد أنه إذا تم وضع خاتم بين أصابعهما، فقد يضيع الخاتم ومعه حبهما وتقديرهما لبعضهما البعض، ولكن عندما يُقطع الأصبع يُعتقد أن هذا سيجعل الحب أبديًا ولن يضيع أبدًا إذ تعتبر هذه العلامة دليلاً قويًا على ارتباطهما، وفي حال رغب الرجل في تطليق زوجته أو إذا أرادت هي الطلاق يجب أن يتم قطع أصبعين من اليد اليسرى أما إذا توفيت الزوجة يحق للزوج الزواج مرة أخرى ولكن بشرط أن يقطع أيضًا أصبعًا آخر لتحرير روح زوجته المتوفاة، وإبعادها عنه كي لا تلاحقه وتضره، وفي حال وفاة الزوج يجب على الزوجة قطع جميع أصابعها المتبقية للتعبير عن وفائها له للأبد، ولتأكيد أنها لن تتزوج بعده مطلقًا، ولذلك فإن الطلاق في هذه القبيلة نادر جدًا.
٣) يُقطع الأصبع في أفريقيا لعلاج التبول اللاإرادي: إنغجيثي / إنجثيثي هو تقليد غريب لقطع الأصابع تقوم به قبيلة خوسا / هوسا التي تقطن في جنوب شرق أفريقيا، ويهدف إلى علاج التبول اللاإرادي فورًا، ولوقف الأمراض المستقبلية.
يتم تنفيذ هذا التقليد على الأطفال في سن ما قبل المدرسة مثل حديثي الولادة أو عندما يمرض الطفل ويتسخ فراشه. يتمثل التقليد بشكل خاص في بتر مفصل الأصبع الصغير (الخنصر أو البنصر).
تؤمن قبيلة خوسا أنه عند تنفيذ هذا البتر ترضى الأرواح وتبتعد عن الأطفال، فلا تؤذيهم أبدًا كما يُعتقد أن ذلك يضمن صحة الطفل وعافيته، ويمنعه من التبول في فراشه مرة أخرى.
ما هي طقوس القطع (آلية التنفيذ)؟
بدايةً يتم تغطية عيني الطفل (معصوب العينين) بقماش أسود ثم يتم قطع أصبع يده الصغيرة باستخدام سكين حاد بعد ذلك يتم دهن مكان الجرح بتراب مخلوط بروث ماشية طازج لإيقاف النزيف وتسريع الشفاء ثم يُضحى بالماعز وتُخمّر البيرة، ويتم تناولها فقط بين الأقارب دون أن يشاركهم أي شخص غريب بعد ذلك يتم لصق الأصبع المبتور خلف باب الكوخ ملفوفًا بروث البقر لكي لا تجده الساحرات، فإذا عثرن عليه سيحدث تعفن في الجرح وانتفاخه.
٤) يُقطع الأصبع في بعض دول أفريقيا من أجل الحصول على ثروات طائلة وصحة سريعة (بمساعدة من كيانات خارقة للطبيعة):
يتم خطف الأطفال أو النساء أو الرجال كل أسبوع بأمر من المشعوذين الذين يتنكرون في هيئة أطباء (يخادعون القرويين بتُراهاتهم) ثم يتم تقطيع أجزاء من أجسادهم ببطء بينما لا يزالون على قيد الحياة مثل الأصابع والرؤوس واللسان والعيون والقلب والأقدام و الأسنان أو الشفاه أو الأذنين أو الأعضاء التناسلية، وذلك من أجل التضحية بهم في طقوس قرابين على أمل تهدئة الأرواح وتحسين حظوظهم، ودفع الجفاف وجلب الطعام، وغالبًا ما يتم العثور على الضحايا إما موتى أو أحياء مع أجزاء مفقودة من أجسادهم (مثل الأصابع أو الأقدام أو غيرها).
ومن الحالات الأكثر شيوعًا يُعتقد في تنزانيا بشرق أفريقيا أن أجزاء جسم الأشخاص المصابين بالبهاق أو المهاق / البرص تمتلك قوى خاصة (خرافة شائعة)، فيُقال إن المصابين بالبهاق أو المهاق يُعتبرون أشباحًا أو سحرة أو شياطين تم لعنهم، وعندما يتم اصطياد هؤلاء الأشخاص وقتلهم للحصول على أجزاء من أجسادهم يُعتقد أن هذه الأجزاء تجلب الحظ السعيد للآخرين، ويُقال إن السحرة من خلال هذه الأجزاء يمكنهم التنبؤ بالمستقبل، وغالبًا ما يُعتقد أن الطقوس تكون أكثر فعالية إذا صرخ الضحية بصوت عالٍ أثناء البتر، ولذلك يتم قطع الأجزاء وهم أحياء، ونتيجة لذلك يعيش الأشخاص المصابون بالبهاق والمهاق في خوف شديد في أفريقيا لدرجة أن أغلبهم لا يغادرون منازلهم ولا يجرؤون على الخروج للعمل أو الذهاب إلى المدارس لذلك قامت الدولة باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الممارسات حيث حظرتها وأدانت الأطباء المشعوذين وطبقت الإعدام على مرتكبيها.
*عام ٢٠١٧ في ولاية أوجين بنيجيريا قام أب مع زوجته بقطع إصبع ابنته اليمنى (ابنة الرجل من امرأة أخرى) التي كانت تبلغ من العمر ٧ سنوات ثم تم تقييدها وحشوها في كيس وألقوها على جانب الطريق في الأدغال، وبناءً على بلاغات من القرويين حول وجود حمولة غريبة في كيس بجانب الطريق توجه رجال الشرطة لفحص الحمولة فوجدوا داخلها فتاة داخل كيس أرز أبيض ثم تم نقلها إلى المستشفى، وبعد أن استعادت الطفلة وعيها أخبرت الشرطة بما فعلوه بها، فتم القبض على المجرمين اللذين كانا يحاولان التضحية بالطفلة في طقوس خاصة.
٥) يُقطع الأصبع في الاحتجاجات (المظاهرات) كوسيلة لإثبات المقاومة ضد الكيانات أو الاستعمار، وللتعبير عن الآراء القوية ومدى التصميم والالتزام بالإخلاص للبلاد:
١) في يوم ١٣ أغسطس الممطر عام ٢٠٠١ أمام بوابة الاستقلال الكورية التي كانت سابقًا تحتجز المنشقين اليابانيين تجمع ٢٠ شابًا كوريًا محتجًا حيث رفعوا شعارًا يقول: «أعتذر، أعتذر! بسبب الجرائم التي ارتكبتموها! نحن ضد زيارة الضريح، نحن ضد الكتب المدرسية»، وهم يرتدون ملابس سوداء ثم قاموا بقطع أطراف أصابعهم الصغيرة بسكاكين حادة احتجاجًا على زيارة رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي لضريح ياسوكوني الذي يُكرم قتلى الحرب اليابانيين. اعتبر المحتجون أن هذه الزيارة تنكر للأفعال المشينة التي ارتكبتها اليابان ضد الشعب الكوري، وتشكل تهديدًا لسلام واستقرار كوريا بعد ذلك قاموا بربط الجروح (ضمدوا القطع) بعلم كوريا.
شرح :كانت اليابان في الماضي خلال الحرب العالمية الثانية وفترة استعمارها لكوريا تمارس البطش ضد السكان المدنيين حيث كانت تُعذّبهم وتُجبر النساء على الدعارة القسرية (المعروفة باسم "نساء المتعة"/ تعرضن للاستعباد الجنسي).
وبعد انتهاء الحرب أنكرت اليابان جميع أفعالها المشينة، وحرصت على تصوير نفسها في الكتب المدرسية كضحية مسكينة في الحرب العالمية الثانية كما قامت بتشييد ضريح "ياسوكوني" في الخامس عشر من أغسطس (وهو يوم الذكرى الوطنية في اليابان) حيث يُقام فيه سنويًّا حفل لتكريم المواطنين اليابانيين الذين فقدوا حياتهم في الحروب أثناء خدمتهم لبلادهم، وعلى وجه الخصوص لتكريم مجرمي حرب من الدرجة الأولى ارتكبوا جرائم ضد السلام والإنسانية في كوريا والصين، وعلى هذا النحو فإن زيارة اليابانيين للضريح في هذا التاريخ تثير سخطًا واستياءً شديدين لدى كلٍّ من الصين وكوريا إذ تُعد محاولة لتلميع الماضي العسكري الياباني وتمجيده.
* يعود تقليد قطع الأصبع في كوريا إلى أوائل القرن التاسع عشر حين قام القائد الأسطوري "آن جونغ جيون" بقطع أجزاء من عددٍ من أصابعه، وكتب بوثيقة استقلال كوريا بدمه على العلم الوطني في مواجهة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الياباني، ومنذ ذلك الحدث أصبح قطع الأصابع والكتابة بالدماء رمزًا للتضامن والتفاني في سبيل مقاومة الاحتلال الياباني.
٢) يوم جمعة من عام ٢٠٠٩ أقدم زعيم نقابي في مصنع "راشكا هولدينغ" للنسيج بمدينة "نوفي بازار" جنوب غرب صربيا على قطع إصبع يده اليسرى بمنشار ثم أكله وذلك في حركة احتجاجية تضامنًا مع العمال المفصولين الذين كانوا مضربين عن الطعام للمطالبة بأجورهم المتأخرة منذ سنوات عقب تدهور أوضاع المصنع، فقد قامت الشركة حينها بفصل أربعة آلاف عامل، وأبقت على مئة عامل فقط، وقد دفعه إلى هذه التضحية قول إحدى العاملات وهي أمٌ وحيدة لثلاثة أطفال بأنها ستقطع أصابعها من شدة اليأس، فلم يحتمل فكرة رؤيتها تؤذي نفسها، فقرر أن يفعل ذلك عنها، وأوضح في تصريحه أن العمال لم يحصلوا على شيء سوى بعض المزايا الاجتماعية البسيطة كالرعاية الطبية المجانية، وقام الزعيم بتشجيع زملائه بأن يحذوا حذوه حتى تُلبى مطالبهم، وقال تحديدًا: «نحن العمال ليس لدينا ما نأكله، وكان علينا أن نبحث عن نوعٍ من الطعام البديل، وقد أعطيتهم مثالًا... الأصبع إنه مؤلم كالجحيم».
٣) في الصين وكتعبير عن الاحتجاج والرفض أقدم صبيٌّ محبط يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة على قطع الجزء العلوي من إصبع السبابة باستخدام سكين المطبخ، وذلك بعد جدال حاد مع والديه حينما نبّهته والدته إلى ضرورة ترك الهاتف جانبًا إذ استيقظ وأمسك به مباشرة مخالفًا تعليماتهم، وقد عبّر الوالدان عن قلقهما خاصةً أن تلك العادة تُعدّ مثالًا سيئًا لأخيه الأصغر ذي الست سنوات ثم نقل الوالدان طفلهما إلى المستشفى مصطحبَين الجزء المبتور من إصبعه حيث أمضى الجرّاحون ثلاث ساعات في محاولة إعادة ربطه.
٦) يُقطع الإصبع في عمليات الاحتيال على شركات التأمين:
عام ٢٠١٤ في مدينة جيرونا شمال شرق إسبانيا أقدم رجل باكستاني يبلغ من العمر إحدى وثلاثين سنة على قطع إصبعين من يده اليمنى بهدف الحصول على تعويضات من شركات التأمين إذ كان يمتلك بالفعل ست وثائق تأمين، وقد أخبر الشرطة أنه تعرّض لحادث أثناء تقطيع اللحوم في منزله غير أن المحققين عثروا على ساطور اللحم والأصابع المبتورة في حديقة ألعاب قريبة من منزله ما أثار الشكوك ثم تم نُقل الرجل إلى المستشفى لمحاولة إعادة وصل أصابعه إلا أن الأطباء فشلوا في ذلك، ليتم لاحقًا سجنه بتهمة الاحتيال.
٧) يُقطع الإصبع للاعتذار عن الأخطاء:
"يوبيتسوما" هو تقليد تمارسه عصابات الياكوزا (المافيا اليابانية) كتعبير عن الندم (التكفير عن الذنب)، وذلك عندما يُخطئ أحد الأفراد سواء بفشله في أداء المهمة المكلّف بها أو بعصيانه أوامر الزعيم، ويُعدّ قطع الإصبع بديلًا عن الإعدام إذ يُقدّم المُخطئ إصبعه بنفسه، وكلما تكررت الأخطاء حتى وإن كانت بسيطة يُجبر الشخص على قطع المزيد من أصابعه (يضمن القطع أن الشخص المُخطئ لن يُكرر الأخطاء مجددًا) كما يُقطع الخنصر كتعبير عن الولاء، والإخلاص، والاحترام لقادة العصابة بدلًا من خيانتهم، ويُستخدم القطع أيضًا كوسيلة للتكفير عن مخالفات جسيمة، أو كتعويض بديل عن ديون القمار في حال عجز المدين عن السداد (يتحدد عدد الأصابع التي تُقطع بحسب مقدار الدين أو فداحة الخطأ).
طقوس القطع (آلية التنفيذ):
بحسب التقاليد والأعراف التي تحكم عالم المافيا اليابانية ينبغي على الفرد بتر أصبعه بنفسه دون أي مساعدة من عضو آخر في الياكوزا تحديدًا يجلس على ركبتيه على الأرض ويقوم بقطع خنصر أصبعه الأيسر باستخدام سكين حاد حتى المفصل بعد ذلك يلف الجزء المقطوع في قماش صغير كان قد أعده مسبقًا قبل القطع، ليقدمه إلى زعيم عائلة الياكوزا، وفي حال رغب الفرد في ترك المافيا، فإن الثمن سيكون أيضًا بتر أصبع آخر
الآثار الوخيمة للقطع: يواجه أعضاء الياكوزا السابقين صعوبة في الاندماج في المجتمع بعد فقدان أصابعهم، وغالبًا ما يعانون في العثور على عمل بسبب وصمة العار التي تلاحقهم خاصة عندما يفقدون جزءًا من أصابعهم أو أصابعهم بالكامل، ولذلك يلجأ من يمتلك المال منهم إلى الأطباء لتركيب أطراف صناعية.
وفقًا لما ذكرته وكالات الشرطة اليابانية هناك حالات كثيرة لقيام أعضاء الياكوزا السابقين بابتلاع أصابعهم المبتورة استجابةً لطلب رؤسائهم، وذلك لإثبات أنهم لا ينوون إعادة بناء الأصابع مرة أخرى.
* في زمن الساموراي كان يتم بتر الإصبع الأصغر (الخُنصر) للمحارب كعقوبة له حتى يفقد القدرة على القبض على سيفه بشكل صحيح، وكان هذا يُعتبر أكبر عقوبة لأن المحارب سيصبح غير قادر على الدفاع عن حياته بشكل فعال باستخدام سيفه (تضعف قدرته على الإمساك به).
أكتفي بهذا القدر، ولنا حديث آخر في موضوع آخر بإذن الله.
📝 بِقلمي (اللهم لا ترفع عنا غطاء سترك، ولا تبتلينا فيما لا نستطيع عليه صبرًا. اللهم إنا نسألك راحة في البدن وراحة في القلب وراحة في النفس، وأجعل لنا يا رب من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ومن كل دعاء قبولًا واستجابة).