عُشّاق كلوج نابوكا: حب خالد تحت أنقاض الزمن

عام ٢٠١٣ نقَّب فريق من علماء الآثار في الفناء الداخلي لمدرسة "سيجيسموند تودوتا" الثانوية للموسيقى، والتي كانت في الأصل ديرًا ومقبرة دومينيكية بمدينة كلوج نابوكا في رومانيا، وخلال أعمال التنقيب عُثر هناك على زوجٍ من الهياكل العظمية البشرية (بقايا شخصين) مدفونين معًا متشابكي الأيدي (يدًا بيد)، وقد أظهرت التحاليل بالاستناد إلى المسامير المستخدمة في التابوت أن تاريخ الدفن يعود إلى أواخر العصور الوسطى، وتحديدًا بين سنتي ١٤٥٠ و١٥٥٠م أي ما بين تاريخ إنشاء الدير وتاريخ علمنة المقبرة.


*وللعلم تم العثور في نفس المقبرة على رفات رضيع وعظام ساق لرجل (شخص آخر)، ولا يُعرف إذا كان لهما أي علاقة بالعشاق المدفونين هناك.

دراسات العظام والافتراضات حول سبب الوفاة:
دلت الدراسات التي أُجريت على العظام بأن الهيكلين يرجعان لرجُل وأنثى في الثلاثينات. الرجُل كان يعاني من إصابات بما في ذلك كسر في عظم القص وكسر في عظم الفخذ بينما كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة دون أي كسور، ورغم ذلك لم يتم العثور على أي دليل يقيني حول هويتهما أو سبب وفاتهما. 

لا يمكن تحديد السبب الرئيسي لوفاتهما بشكل قاطع، ولكن تم اقتراح عدة فرضيات:

١) فرضيات حول موت الرجل: يفترض العلماء أن سبب موت الرجل يرجع إما إلى القتال أو المشاجرة باستخدام أداة حادة، أو أنه توفي نتيجة حادث غير مقصود حيث تشير الكسور في عظم القص إلى أنه ربما تعرض لضربة من جسم غير حاد مما يرجح أنه قد مات نتيجة ركلة حصان بالخطأ أو حادث في مكان العمل.

٢) فرضيات حول موت المرأة: أما فيما يتعلق بالمرأة، فلم يتمكن العلماء من تفسير وفاتها نظرًا لصحتها الجيدة دفع ذلك بعضهم للتكهن بأنها ربما ماتت بسبب سكتة دماغية أو نوبة قلبية (انفطار قلبها) ناجمة عن صدمة من موت شريكها، وهناك من يعتقد أنها ربما ماتت نتيجة مرض غير قابل للاكتشاف في العظام.

بالإضافة إلى ذلك اقترح البعض أن المرأة قد تكون انتحرت إلا أن هذا التفسير وُجد غير مُحتمل، فلو كانت قد انتحرت سواء بمفردها أو مع شريكها، لكان قد تم منع دفنهما في المقبرة الدينية المقدسة، وبالتأكيد لم يكن من الممكن دفنهما داخل جدران الدير المقدس حيث يُعتبر الانتحار خطيئة كبيرة.

٣) الخلاف حول سبب موت الرجل: لم يتفق العلماء على إصابة محددة أدت إلى وفاة الرجل، فمرة يُقال إن سبب الوفاة كان كسرًا في عظم القص، ومرة أخرى يُقال إنه كان بسبب كسر في الورك.

الفخامة والثراء المحتمل: من المحتمل أن الشخصين كانا أثرياء أو كان لديهما فرد غني من العائلة يتولى تحمل تكاليف دفنهما في هذا المكان الرفيع والمتميز داخل الدير. كانت الفناء الداخلي يحتوي على نافورة وحديقة مزخرفة ومساحة للرهبان للصلاة مما يُظهر المكانة الاجتماعية العالية لهما كما يُحتمل أن دفنهما في هذا المكان كان طلبًا للمغفرة عن الخطايا غير المعترف بها.

📝بِقلمي «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ».

زُمردة

تعطُّشي لِلمعرِفةِ جعلنِي مُحِبة لِتَفسِيرِ ما أقرأُ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الإِتّصال