بدو الصحاري كلما حلَّ الليل كانوا يُقيّدون الجِمال (الإبل) حول الأشجار بالحبال للتأكد من أنها لا تغادر أثناء نومهم، وعندما تشرق الشمس صباحًا يفكون تلك الحبال، ومما يُثير العجب (الغرابة) أن الجِمال لا تهرب صباحًا حتى وهي غير مُقيّدة لأنها تتذكر تقييدها ليلاً (لا تنسى ذكرياتها عن كونها كانت مُقيّدة) تمامًا كما يتذكر الإنسان ندباته القديمة (صدماته الداخلية)، والأذى الذي لحق به، وبذلك يصبح كاحله مُقيَّدًا في المستقبل، ويُشدُّه للوراء (يُعيقه في حاضره إلى الماضي).

نصيحة: لا تهرب ولا تدير ظهرك عن صدماتك لكي لا تجعل نفسك أسيرًا في الماضي. نعم، إنها لا تُطاق لأنها محفورة في ذهنك دائمًا (مُحاصر بها)، وإذا ما هربت قبل محاولة حلها قد تتفاقم المشكلة بشكل أكبر. واجهها فأنت قادر على التغلب عليها، أنت قادر على التعافي، وستتخلص من كل همومك مع الوقت (احتضن آلامك الشخصية، وسيتغير موقفك تجاه الحياة).

