أسطورة ميدوسا في ظلال أفعى

تتجاوز معدلات الاغتصاب أعدادًا تفوق خيال الناس بكثير، وعلى الرغم من أن غالبية الضحايا من الإناث إلا أن معاناتهن تزداد بسبب انخفاض معدلات الإدانة حيث يمرُّ مرتكبو جرائم الاغتصاب هؤلاء الحثالة البشرية دون عقاب يُذكر، وفي هذه المقالة سنتعرّف على أسطورة الشخصية اليونانية التي ارتبط اسمها بالاغتصاب وهي "ميدوسا".

تمهيد عن ميدوسا: ميدوسا أو ماتيس أو ميدوزا هو اسم مأخوذ من كلمة يونانية تعني "الحماية" ويرجع نسبها وفقًا لما ذكره الشاعر اليوناني هسيودوس إلى إله البحر فوركيس والإلهة كيتو (سيتو) اللذين أنجبا ثلاث فتيات يُعرفن بلقب "الجورجون /غرغونه" تحديدًا كانت ميدوسا أصغرهن، وتميزت بكونها جميلة وفانية فهي الوحيدة بين أخواتها التي كانت بشرية وغير خالدة على عكس شقيقتيها ستينو (الأخت الكبرى) ويوريال (الأخت الوسطى) اللتين وُلِدتا بشكل وحشي مخيف وكن خالدات، ويقال أحيانًا إن جايا (إلهة الأرض) هي والدة ميدوسا كما يُروى أن ميدوسا اختارت الجمال بدل الخلود وهو خيار حمل لها الكثير من المصاعب.

معلومة: كلمة "جورجون" تعني في حد ذاتها "مروع" أو "رهيب" مما يعكس طبيعة أخوات ميدوسا القاسية والمخيفة.

تعدُّد نسخ الأسطورة وتباين الروايات: تختلف الأسطورة في إصداراتها وتفسيراتها حسب المصادر والرواة مما يجعل لكل نسخة لونها الخاص وتفسيرها الفريد للأحداث.

١) الكاهنة العذراء والخيانة: عُرفت ميدوسا بجمالها الخلاب وخُصل شعرها الذهبية الساحر التي كانت لا تُقاوم مما جعلها محط رغبة الخالدين والفانين لكنها لم تُلقِ بالًا لأحد كونها تعمل ككاهنة في معبد أثينا الذي اشترط عليها التعهد بالعزوبة وعدم الزواج للأبد (عذراء طاهرة تُكرس حياتها للآلهة)، وللأسف جذب جمالها إله البحر بوسيدون الذي حاول الاقتراب منها لكنها رفضته بشدة. ثار بوسيدون غضبًا وازدادت رغبته في تملكها، فراقبها وهو ينتظر أن تكون بمفردها (كانت دائمًا محاطة بعائلتها وأصدقائها).
حين كانت تجمع الماء بمفردها لخدمة المعبد اقترب منها محاولًا مرة أخرى أن ينال ودها لكنها رفضت بقوة ثم لجأت إلى معبد أثينا طلبًا للحماية من الآلهة
لكن بوسيدون طاردها، وانتهز الفرصة ليغتصبها على مذبح أثينا بالفعل.

٢) الغواية والاعتداء: بادلت ميدوسا الحب مع بوسيدون في معبد مينيرفا بعدما اتخذ بوسيدون شكل رجل ذا كاريزما ساحرة، ومارسوا الجنس بالتراضي "خضعت له بعدما أغواها"، وأحيانًا يُقال إن ميدوسا وقعت في حب بوسيدون، وعندما منحته ثقتها الكاملة اعتدى عليها جنسيًا بالقوة (اغتصبها بدون تراضٍ).

 

٣) الغطرسة والتباهي: اغترّت ميدوسا بنفسها كثيرًا (تباهت) إلى درجة أنها أخبرت الجميع من حولها بأنها أجمل امرأة في العالم بأسره، بل أجمل من الآلهة نفسها. تباهت قائلة: «ينبغي أن تكون تماثيل النحت نموذجًا لي بدلًا من تماثيل أثينا لأن جمالها لا يُقارن بجمالي. كان سيكون أجمل لو كان يشبهني إنه لأمر مخزٍ أن يضيع في أثينا بدلًا مني، فأنا أجمل منها بكثير».

سمعت الكاهنات والناس تلك الأقوال فهرعوا خارجين من المعبد خوفًا من غضب أثينا الذي أثارته ميدوسا بهذه التصريحات لكن البلهاء ميدوسا لم تلاحظ مغادرتهم، بل وقفت بفخر مشغولة بالتحديق في انعكاس صورتها على الأبواب البرونزية، وأثناء ذلك ظهرت الآلهة أثينا (إلهة الحكمة والحرب) التي صرخت بغضب قائلة: «أنتِ فتاة حمقاء بلا جدوى! تعتقدين أنك أجمل مني! بينما يعمل الآخرون أو يتعلمون، أنتِ تستهلكين كل وقتك بالتباهي بجمالك!».

حاولت ميدوسا أن تتحدث وتقول إن جمالها مصدر إلهام لمن حولها لكن أثينا لم تسمح لها بالحديث وأسكتتها مشيرة بأنها لا تريد سماع المزيد منها ثم قالت: «هراء هراء، أنتِ بلا فائدة، فالجمال سيتلاشى مع مرور الزمن لذلك سأجعله يتلاشى الآن، وستكونين مثالًا للآخرين على الانغماس في الذات. الآن سأأخذ جمالك إلى الأبد» ثم لعنتها.

ما هو العقاب الذي أُنزل على ميدوسا؟ مهما اختلفت الروايات سواء أكان السبب تباهي ميدوسا بجمالها أم انتهاك قُدسية المعبد، فإن العقاب كان واحدًا في كِلا الحالتين فقد ثارت أثينا غضبًا، ولكنها ويا للمفارقة لم تُنزل عقابها على الجاني "الإله بوسيدون" بل وجّهت سخطها نحو الضحية البشرية "ميدوسا" وكأنها حملت عبء الذنب وحدها.

نزّلَت أثينا عليها لعنة رهيبة حوّلتها من امرأة فاتنة ذات خُصلات ذهبية إلى مخلوق مخيف: وجهٌ بشريّ مشوّه، وشعرٌ من أفاعٍ وثعابين هائجة تتلوّى فوق رأسها كأنها لعنات حيّة لا تهدأ. لم تكتفِ أثينا بهذا بل قالت لها: «الآن، كل من ينظر في عينيك سيتحوّل إلى حجر في الحال، ولن يتمكن أحد من إنقاذه، وإن رأيتِ أنتِ نفسك انعكاسك، فستتحولين إلى صخرة باردة إلى الأبد» ثم نَفَت ميدوسا إلى جزيرة نائية بعيدة عن أعين البشر حتى لا يتعرّض الأبرياء للتحجّر لمجرد عبورهم طريقها مصادفة، وهكذا عوقبت ميدوسا لا على جُرمٍ ارتكبته، بل على كونها كانت ضحية... ضحية للجمال للآلهة، وللعالم الذي لم يرحم.

يُقال في رواية أُخرى أن ميدوسا وأختيها الاثنتين (ستينو ويوريال) كنّ كاهناتٍ بشريّات طاهرات قد نذرن أنفسهن لعبادة الآلهة وخدمة المعابد، وحينما تعرّضت ميدوسا للاعتداء لم تقف الأُختان مكتوفتي الأيدي، بل سعتا إلى الدفاع عنها، وإلى حمايتها من العقوبة الجائرة لكنّ أثينا في قسوةٍ لا تُغتفر لم تفرّق بين الضحية ومن وقف بجانبها، فأنزلت لعنتها على الأخوات الثلاث جميعًا حولتهنّ إلى مخلوقات مرعبة تُدعى "الغورغون"، يرتدين أقنعةً تُخفي وجوههن إلا ميدوسا، فقد تُركت بلا قناع تحمل وحدها عبء الوجه الذي جلب الهلاك لمن ينظر إليه.

لماذا لم تُعاقب أثينا بوسيدون؟ لم يكن في وسع أثينا أن تُعاقب بوسيدون ليس لأنها لم تُرِد، بل لأنها لم تستطع، فبوسيدون ليس إلهًا عاديًا إنما هو شقيق زيوس (والد أثينا) أي عمّها ومن سلالة الجيل الأول من الآلهة (الجيل الأقوى، الأسبق، والأشد سطوة) أما أثينا فهي من الجيل الثاني حديثة النسب ورغم عظمتها وحكمتها إلا أن القوانين وتوازنات السلطة لم تكن تسمح لها بالمساس بأحد كبار الآلهة، وخصوصًا عدوّها اللدود بوسيدون الذي طالما جمعته بها خصومات قديمة وتنافسٌ مرير على المدن والولاء، وهكذا في ميزان القوى كان من "الأسهل" والأكثر "أمانًا" أن تصبّ أثينا غضبها على الضعف البشري نحو الضحية ميدوسا بدلاً من مواجهة الإله الجاني.

ميدوسا بواسطة الرسام أليس بايك بارني ١٨٩٢م

ما هي نهاية ميدوسا؟ لم تكن نهاية ميدوسا عادية، بل تحوّل رأسها إلى سلاحٍ فتاكٍ طمع فيه ملوك كثيرون لاستخدامه ضد أعدائهم في الحروب. حاول العديد من المحاربين قتلها لكن جميعهم فشلوا وتحوّلوا إلى حجارة إلى أن جاء الشاب بيرسيوس، وكُلِّف بمهمة قتلها..

من هو بيرسيوس؟ بيرسيوس هو ابن الإله زيوس والبشرية الفانية داناي (ابنة الملك أكريسيوس). عندما وُلد تنبّأ أكريسيوس بأن حفيده سيقتله في المستقبل، فقرر التخلص منه، فألقى داناي ورضيعها في صندوق خشبي في البحر جرفتهما الأمواج إلى جزيرة "سيريفوس" حيث كبرا هناك. 

سبب المهمة: لماذا كُلِّف بيرسيوس بقتل ميدوسا؟ الملك بوليديكتس (ملك سيريفوس) أراد الزواج من داناي لكنها رفضته، فظنّ أن السبب هو وجود ابنها بيرسيوس الذي يحميها، وللتخلص منه كلّفه بمهمة شبه مستحيلة: جلب رأس ميدوسا كهدية لعيد ميلاده  فإن أخفق سيكون الثمن والدته داناي التي طمع بها الملك، واثقًا أن الفتى لن يعود حيًّا كما لم يَعُد أحدٌ من قبله.

 

* تُروى نسخ أخرى تقول إن سبب المهمة كان خوف بوليديكتس من أن يأخذ بيرسيوس عرشه أو أن الآلهة نفسها خصوصًا أثينا هي من كلفته بالمهمة.

مساعدة الآلهة لبيرسيوس لم يكن بيرسيوس وحيدًا، فقد ساعدته الآلهة وزوّدته بأدوات سحرية:

أهدَت أثينا بيرسيوس درعًا مصقولًا من البرونز، كمرآة عاكسة تُجنّبه النظر مباشرة إلى ميدوسا أما والده زيوس (إله السماء والصواعق) فقد منحه سيفًا حادًا لا يُقهر، وهيرميس (رسول الآلهة) أعطاه زوجًا من الصنادل المجنّحة التي تُمكنه من الطيران كما تلقّى خوذة الإخفاء السحرية الخاصة بهاديس (إله العالم السفلي) والتي تجعله غير مرئي بالإضافة إلى حقيبة محصنة ليضع فيها رأس ميدوسا بعد قطعها ثم أُخبِرَ برسيوس أنه لكي يبلغ مكان الغورغونات عليه أولًا أن ينتزع العين والسن اللتين كانت الأخوات الغراياي الثلاث يتقاسمنهما مستغلًا خوذة الإخفاء ليخدعهن حين كُن يتناقلن العين فيما بينهن، وما إن انتزعها منهن حتى هددهن بعدم إعادتها ما لم يخبرنه بمكان ميدوسا وأخواتها، فلم يكن أمامهن سوى الرضوخ وإفشاء السر.

 

* في بعض الروايات الغراياي هن من زوّدن بيرسيوس بالأدوات السحرية أو دلّنه على مكان الحصول عليها.

 

بعد أن تسلّح بيرسيوس بهدايا الآلهة انطلق صوب جزيرة الغورغونات مرتديًا صندل هيرميس المجنّح، وفي يده درع أثينا العاكس، وعلى رأسه خوذة الإخفاء السحرية مضى متخفيًا حتى بلغ كهف ميدوسا، وهناك استخدم المرآة البرونزية ليتعقّب انعكاسها فيها متجنبًا النظر إليها مباشرة تفاديًا لأن يتحوّل إلى حجر وحين وجدها نائمة تسلّل بهدوء واقترب منها ثم هوى بسيف زيوس السحري فقطع رأسها بضربة واحدة، ووضعه في الحقيبة السحرية التي تلقّاها، ولكن ما إن قُتلت ميدوسا حتى دوّت صرخة مرعبة اجتاحت أرجاء الجزيرة، فهبّت أختاها تلاحقان بيرسيوس بكل ما أوتين من قوة إلا أن الشاب الشجاع، وقد اختفى تحت خوذة هاديس أفلت من أنظارهما ثم أسرع بالصعود على ظهر "بيغاسوس" الجواد المجنّح الذي وُلد من دم ميدوسا لحظة مقتلها، وهكذا أصبح بيغاسوس ملكًا له، ونجا من قبضتهما.

تمثال لبرسيوس يحمل رأس ميدوسا للفنان بينفينوتو سيليني في إيطاليا.

مواليد الدم (أبناء ميدوسا): من دم ميدوسا المُتدفق وُلد ابنُها "بيغاسوس" الحصان المُجنّح النقيّ رمز الحرية والسمو، ومن جسدها خرج "كريساور" مخلوقٌ شرس ذو طبيعة غامضة يُروى أنه كان خنزيرًا مُجنحًا أو محاربًا مدججًا بالسلاح حسب اختلاف الروايات كلاهما للأسف كانا ثمرة العلاقة العنيفة التي فُرضت عليها من قِبل بوسيدون (إله البحار) داخل معبد أثينا.

ناي الرثاء (اختراع الفلوت): صرختْ أخواتُ ميدوسا من آلِ غورغون صرخةَ الفقدِ تمزّقُ سكونَ الجزيرة رثاءً لأختهن، وفي خضمّ ذلك الحزنِ العميق استوحتْ أثينا من أنينهنّ فكرةَ الناي، فابتكرته ليحاكي ذلك العويلَ الحزين.

بعدما غادر بيرسيوس جزيرة ميدوسا في طريقه صادف أطلس الذي عُوقب بحمل السماء إلى الأبد. عندما رآه طلب منه أطلس أن يسمح له برؤية رأس ميدوسا لأنه سئم من عقابه الطويل، فوافق بيرسيوس، وأخرج رأس ميدوسا من حقيبته، وما إن نظر إليه أطلس حتى تحوّل إلى ارتفاع صخري ضخم يُعرف الآن بـ "جبل أطلس"، وأثناء تحليق بيرسيوس تساقطت قطرات دم ميدوسا فوق أرض ليبيا، فتحولت تلك الأرض فورًا إلى ثعابين، ولهذا السبب تشتهر ليبيا (أفريقيا) حتى الآن بثعابينها الكثيرة، وفي طريق عودته أنقذ بيرسيوس فتاة تُدعى أندروميدا (لقراءة أسطورة أندروميدا، اضغط هنا) ثم عاد إلى سيريفوس وأنقذ والدته داناي التي كانت على وشك الزواج من بوليديكتس حيث استخدم رأس ميدوسا لتحويل بوليديكتس إلى حجر، وبالصدفة كان جدّه الملك أكريسيوس حاضرًا في حفل الزفاف، وعندما رأى رأس ميدوسا تحوّل إلى حجر أيضًا، وفي النهاية سلّم بيرسيوس رأس ميدوسا إلى أثينا التي وضعته على درعها كرمز للحماية ثم أعاد الأدوات السحرية التي استعملها في مهمته.

برسيوس يواجه بوليديكتس بِرأس ميدوسا لِسيباستيانو ريتشي.

 

تفسيرات أسطورة ميدوسا:

١) تفسير سيغموند فرويد النفسي: يدعي عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد أن شعر ميدوسا المليء بالأفاعي يمثل في الواقع رموزًا لأعضاء الذكورة (القضيب) حيث تشكل رأس ميدوسا على هيئة أعضاء تناسلية ذكورية، وأنه بإخصائها ستفقد أهم مصادر قوتها كما أن قدرتها على تحويل الرجال إلى حجر تحاكي عملية الانتصاب عند الرجال عند رؤية الأعضاء التناسلية للأنثى لأول مرة. هذا التفسير يرتبط بمفهوم "عقدة القلق من الإخصاء" التي تصف خوف الصبي من فقدان أو تلف عضوه الذكري عند مواجهته لأعضاء الجنس الآخر لأول مرة، ويُفسر أيضًا من خلال هذا المفهوم قدرتها على الإنجاب رغم عنقها المقطوع.

٢) تفسير آخر حول دور أثينا: بينما فسر البعض أن أثينا كانت العقل المدبر للقضاء على ميدوسا هناك تفسير آخر يقول إن أثينا حولت ميدوسا إلى وحش كعقاب أو كهدية في الوقت ذاته بهدف إزالة قيمتها كامرأة وحمايتها من التعرض للأذى مرة أخرى من قبل أي رجل، وبهذا التحول أصبحت ميدوسا كائنًا مهيبًا ومرعبًا يمنع أي محاولة اعتداء.

لوحة ميدوسا الفسيفسائية في مدينة كيبيرا الأثرية بِولاية بوردور دنوبي غربي تركيا.

 

معلومات عن ميدوسا ورمزيتها عبر الزمن:

١) استخدام صورة ميدوسا كتميمة: لطالما استُخدمت صورة ميدوسا كتميمة لطرد العين الشريرة (درء الشر) على أبواب المعابد، والمجوهرات، والأوعية، والفخار، والدروع العسكرية، وحتى في العربات لجذب الانتباه وإشعال الجاذبية (هذه الصورة كانت تُرمز إلى القوة والحماية من الشرور).


٢) ميدوسا رمز الغضب الأنثوي في العصر الحديث: في يومنا هذا أصبحت ميدوسا رمزًا للغضب الأنثوي والاحتجاج على الظلم إذ تُعتبر ضحية اغتصاب وتمييز جنسي، وليست وحشًا كما صُورت قديمًا. قصتها تمثل واقعًا مريرًا حيث لا يطال الرجال العقاب على إساءاتهم بينما تتحمل النساء الضحايا وطأة اللوم والعقاب من المجتمع، فالضحايا يُتهمن بالصمت، ويُلقون عليهن اللوم بذريعة "ملابسهن سبب الاعتداء" أو "يستحقن ما حدث لهن". يُشوه المجتمع سمعة النساء الناجيات، ويصفهن بـ"السُلع التالفة" محوّلًا إياهن إلى وحوش بدلًا من معاقبة المجرمين الحقيقيين.

٣) ميدوسا كأداة لقمع النساء تاريخيًا: في الماضي كانت صورة ميدوسا تُستخدم لتثبيط عزيمة النساء وتعليمهن عدم التمرد أو تجاوز الحدود، وتذكيرهن بمكانتهن الدنيا عبر التهديد بقطع رؤوسهن كرمز للإسكات والقمع.

لوحة ميدوسا للرسام بيتر بول روبنز عام ١٦١٨م.

٤) تأثير ميدوسا في الفن والثقافة الشعبية: ألهمت ميدوسا الكثير من الفنانين والكتاب حيث ظهرت في أعمالهم الفنية سواء في المسلسلات التلفزيونية، الأفلام، الكتب، و الألعاب لتجسيد شخصيتها المثيرة للجدل بين الشر والخوف والقوة.

رأس ميدوسا للرسام الباروكي كارافاجيو.


تِمثال ميدوسا بِرأس بيرسيوس صممه لوتشيانو جارباتي عام ٢٠٠٨م بِعنوان: ماذا لو؟ ماذا لو كان رأس بيرسيوس هو المعلق في يد ميدوسا؟ كيف سيبدو إِنتصارها وليس إِنتصاره؟

تمِثال ميدوسا في متحف سوسه الأثري في تونس.

📝 بِقلمي (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).

زُمردة

تعطُّشي لِلمعرِفةِ جعلنِي مُحِبة لِتَفسِيرِ ما أقرأُ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الإِتّصال